خذ الطريـق..

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
04/12/2009 06:00 AM
GMT



إلى قسطنطين كفافـي، فـي قصيدته" ايثاكا"
 
قلت لي: خذ الطريقَ إليها.
قد لا تبلغها
لكن.. خذ الطريقَ إليها.
ابدأ الآنَ..

هي خطوةٌ ويبدأ الطريق
واسعاً وغريبا.
ستقول وداعا،
ستفرح قدماك،
ستفتحُ الريحُ ثوبكَ..
وينفتحُ الطريق.
ستمضي خفيفا على الأرضِ..
المدينةُ خلفكَ،
وأنت خلفكَ..
ستمضي وحيدا
لا شجراً سوف ترى،
ولا نهراً على الجانبينِ..
لا أحدَ سواك.
قد تسيرُ ولا تسيرُ،
حتى السماءُ قد لا تراك.
قد تبكي وحيدا
على صخرةٍ في منتصف الطريق،
ستبكي طويلا،
وقد يمرق طائرٌ ضائعٌ،
لكن.. لا يراك.
قد تنحني ولا تقومُ،
لكن.. خذ الطريقَ إليها.
إنها هناك.
قد يلتفّ بك الطريق
لكن.. لا تعد.
إنها ستموت
حين تعود..
خذ الطريقَ إليها.
ستفرحُ حين تراك
وحدك تمضي،
وثانيكَ الربُّ.
ستبكي وحيدا
على الصخر..
إبكِ وحيدا،
أو كن " الراقصَ والرقصَ"*،
والترابَ والمطر،
والغصنَ والطيرَ..
لا تمت في الطريق.
إنها هناك.. فامضِ
إني أرى شمساً وظلا
يقتربان ويبعدان،
ويبعدان ويقتربان.
وإني أرى سمكاً وجسورا،
وحدائقَ تحتَ قدميك،
وطيوراً سوف تموت من الحزنِ
حينَ لا تراك.
إمضِ لتر،
إني رأيتُ،
ما لم ترَ،
تلك الجموع على الجسرِ*،
تهبطُ للماءِ أزواجا،
أو تموت من الحزنِ عند المساء،
فمضيتُ..
لم أعد.
لا أحدَ يعودُ
حين يعود.
إمضِ.. إنها هناك.
قد لا تراها
لكنها تراك.
ستنحني كلما خطوتَ،
تمّ تتساوى مع الأرضِ حتى تغيب
لكنها تراك.
إمضِ.. لا تعد.
لا أحدَ يعودُ..
حينَ يعود.
----------------
*عن ييتس، قصيدة " بين تلاميذ المدرسة".
*  عن تي. أس. أليوت، " الأرض الخراب".